في المعركة الشرسة علي منصب المدير العام لليونسكو( منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) في الجولة الرابعة أمس, تعادل السيد فاروق حسني المرشح المصري مع السيدة إيرينا بوكوفا, المرشحة البلغارية, ونال كل منهما29 صوتا, وبذلك يتم تأجيل المواجهة الحاسمة إلي اليوم, حيث تنعقد الجولة الخامسة والأخيرة, ويكفي لأي من المرشحين الحصول علي صوت واحد أعلي من منافسه, لكي يفوز بالمنصب.
وفي حالة التعادل بينهما اليوم للمرة الثانية سيجري الحسم عن طريق إجراء قرعة علنية, وكان الصراع بين الاثنين قد اشتعل أمس, عندما قررت المرشحة الإكوادورية إيفون عبدالباقي الانسحاب من السباق, تاركة الحلبة لفاروق حسني وأيرينا بوكوفا. وكان المرشح المصري قد حصل في الجولة الثالثة علي25 صوتا, في حين حصلت المرشحة البلغارية علي13 صوتا فقط, ويتضح بذلك أن فاروق حسني نجح في انتزاع4 أصوات إضافية خلال الجولة الرابعة, في مقابل نجاح المنافسة البلغارية في انتزاع16 صوتا, مما أسفر عن تعادلهما. وكانت الجولة الرابعة قد انطلقت أمس وسط صراع يزداد شراسة بين التكتل العربي ـ الإفريقي, الذي يدعم موقف فاروق حسني وزير الثقافة, والتكتل الأوروبي ـ الأمريكي, الذي يقف وراء المرشحة البلغارية بعد انسحاب المرشحة النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر, المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية.
وأعرب الجانب العربي عن مخاوفه من ممارسة الولايات المتحدة ضغوطا مكثفة في اللحظات الأخيرة, لتذهب أصوات مرشحة الإكوادور للمرشحة البلغارية, لإجهاض فرص فاروق حسني في الفوز.
وفي وصف دقيق لمجريات المعركة, أكدت شادية قناوي مندوبة مصر لدي اليونسكو أن المعركة ازدادت شراسة, لكن الوفد المصري لم يفقد الأمل, وكثف جهوده علي ثلاثة محاور أساسية: الأول هو استمرار الرد علي الحملات الإعلامية السلبية ضد المرشح المصري, التي ازدادت حدتها مع الاقتراب من خط النهاية, والثاني التصدي للحملة الدبلوماسية التي تمارسها بعض الدول الكبري, لتوجيه أصوات المرشحين المنسحبين لمصلحة مرشحين معينين, والثالث إحباط محاولات اختراق التكتل العربي والإفريقي.
واعتبر حسام نصار مستشار وزير الثقافة والمسئول عن حملته الانتخابية أن النتيجة, التي حققها فاروق حسني أمس, تمثل انتصارا كبيرا جدا في ظل ما يواجهه المرشح المصري الذي يمثل طموحا عربيا إسلاميا جنوبيا, من تحالف مضاد من قوي عظمي.
وقال:' إن هناك تحالفا واضحا وصريحا ضد فاروق حسني لمنعه من الوصول إلي المنصب من جانب العديد من القوي العظمي ودون أي مبرر', مشيرا إلي أن فاروق حسني يمثل بلدان الجنوب, كما أنه ملم بثقافات الشمال, وهو خير من يمثل الحوار بين الشمال والجنوب, معربا عن أسفه لأن دول الشمال ترفض الموقف الذي يمثله فاروق حسني.
وأضاف نصار:' إن من يتغنون بالحوار بين الشمال والجنوب حولوا الأمر إلي مبارزة بين الجانبين بلا أي مبرر, وحاولوا التحالف ضدنا', وقال إنه يكتفي بذلك القول الآن, و'لكن الحقيقة ستنكشف يوما ما', علي حد تعبيره.
ووجه التحية إلي الدول الأوروبية المطلة علي البحر المتوسط بالكامل وكذلك بعض دول أوروبا الشرقية التي تدرك المعني الحقيقي للحوار بين الشمال والجنوب, وهي الدول المؤهلة بالفعل لإقامة هذا الحوار.
وقال نصار:' إن دولا كبري دبرت انسحابات مفاجئة من أجل إنهاء المنافسة في الجولة الرابعة أمس, غير أن فاروق حسني استطاع الحصول علي4 أصوات إضافية بالمقارنة بالجولة السابقة في مواجهة تحالفات قوي عظمي, رافضا في الوقت نفسه تسمية هذه الدول.